تعريف سورة آل عمران
آل عمران هي السورة الثالثة في القرآن الكريم ترتيبا لا تنزيلا، حيث تأتي بعد سورة البقرة وقبل سورة النساء. وهي سورة مدنية عدد آياتها 200، وعدد كلماتها 3503، وعدد حروفها 14605. وقد سميت بهذا الإسم نسبة لآل عمران الذين اصطفاهم الله تعالى وفضلهم على العالمين. وهم سيدنا عمران، وابنته مريم وابنها نبي الله عيسى عليه السلام. ففي هذه السورة تكريم لهم وتخليد لذكرهم وإشارة إلى مظاهر اصطفائهم وتفضيلهم على البشر بالنبوة والحكمة وبالصلاح والتقوى.
أسباب نزولها
يرى المفسرون أن جزءا كبيرا من سورة آل عمران نزل بسبب وفد من نصارى نجران قدموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا عليه المسجد بعد صلاة العصر فطلب النبي الكريم من اثنين من سادتهم أن يسلما، فقالا قد أسلمنا قبلك، فقال النبي: (كذبتما، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدًا، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنـزير)، قالا إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟ وخاصموه جميعا في عيسى، فأنزل الله تعالى فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة وثمانية آية منها.
مضمونها
يرتكز مضمون هذه السورة على محورين أساسيين هما العقيدة والجهاد. ففي السورة تأكيد على مكانة العقيدة الإسلامية وإشارات إلى أهميتها من خلال جرد شامل بالبراهين الدالة على وحدانية الله تعالى وصدق النبي صلى الله عليه وسلم. وفي السورة أيضا تأكيد على أهمية الجهاد في سبيل الله لنشر كلمته وإعلاء رايته. وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن السورة تحذيرا من الاغترار بشهوات الدنيا والافتتان بها، وتأكيدا على صدقية الإسلام وضلال الديانات الأخرى، وتبيانا لدرجات الرسل ومراتبهم من خلال ذكر ثلاث قصص هامة هي قصة ولادة مريم، وقصة ولادة يحيى، وقصة ولادة عيسى عليهم السلام جميعا.
مميزاتها
تتميز السورة بأساليب لغوية ومنطقية تتناسب مع مضمونها وتعززه. ففي هذه السورة استعمال متكرر لأساليب القصة والمثل والمنطق والنداء مخاطبةً اليهود والنصارى تارة، والمسلمين المؤمنين تارة أخرى. والسبب في ذلك أن مجادلة أهل الكتاب وإقناعهم بصدق الإسلام وصحته من جهة، وتشجيع المسلمين على الجهاد في سبيل الله من جهة أخرى، تقتضي استعمال هذه الأساليب والأدوات كي تصل الرسالة ويتحقق الهدف. ومن مميزات سورة ال عمران كذلك، أنها أوردت القصص المذكورة في السور القرآنية الأخرى بطريقة مختلفة تتماشى مع موضوع السورة وتناسبه كقصة عيسى ابن امريم وأمه وغيرهما.
فضلها
من فضائل سورة آل عمران أنها وسورة البقرة تحاجان عن قارئهما يوم القيامة. فقد ورد عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيمتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما). ومن فضائلها كذلك ما رواه النواس بن سمعان قال سمعت النبي يقول: (يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدمهم سورالبقرة وآل عمران.)
استمع وحمل سورة آل عمران بصوت الشيخ رعد محمد الكردي