تعريف سورة الفاتحة
الفاتحة هي السورة الأولى في القرآن ترتيبا لا تنزيلا، وهي سورة مكية عدد آياتها 7 وعدد كلماتها 29، وعدد حروفها 139، وقد سميت بالفاتحة لافتتاح المصاحف المكتوبة بها، ولافتتاح القراءة بها في الصلاة، وقيل، لأن مضمونها حمدٌ والحمد فاتحة كل كلام. ولسورة الفاتحة أسماء كثيرة نذكر منها على سبيل المثال؛ أم الكتاب لأنها جمعت مقاصده الأساسية، والسبع المثاني لأنها سبع آيات باتفاق العلماء، وسورة الحمد؛ لأن الله تعالى افتتحها بحمده.
أسباب نزولها
في ظل غياب مصادر واضحة عن أسباب نزول سورة الفاتحة، يفضل أهل العلم التحدث عن خبر نزولها معتمدين في ذلك على ما روي عن أبي ميسرة أن الرسول الكريم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه يا محمد، فكان كلما سمع الصوت انطلق هاربًا، فلما حكى أمره لورقة بن نوفل نصحه بالثبات حتى يسمع ما يقوله المنادي. فلما برز النبي بعد ذلك سمع نفس النداء فقال: لبيك، فأتاه جبريل وقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين.. حتى فرغ من فاتحة الكتاب. وقد أنزلت الفاتحة ضد العقائد الباطلة والأفكار المنحرفة كنكران البعث وعبادة الأصنام.
مضمونها
يتلخص مضمون سورة الفاتحة في الدعوة إلى المقاصد الحميدة كالثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وشكره سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة، وتنزيهه عن كل نقص أو عيب، والإقرار بوجود يوم للبعث والحساب، وإفراد الله بالعبادة دون سواه، والاستعانة به وحده عما عداه، والتضرع إليه طلبا للهداية والاستقامة، والتوجه إليه طلبا للصرف عن الكفر والضلال. وفي الفاتحة تذكير شامل بأساسيات الدين الإسلامي ومقاصده.
مميزاتها
من مميزات الفاتحة اختلافها عن باقي سور القرآن في اللحن والسياق. فالسور الأخرى تعبر عن كلام الله للعباد، وسورة الفاتحة تعبر عن كلام العباد لله. وفي هذه السورة شرح لكيفية مخاطبة العبد ربه ومناجاته إياه. ومن مميزات هذه السورة أيضا تأكيدها على رفض أي نوع من الوساطة بين العبد وربه، واشتمالها على أساسيات الدين كلها وهي العقيدة في قوله تعالى: [الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين]، والعبادة في قوله تعالى: [إياك نعبد وإياك نستعين]، ومنهج الحياة في قوله تعالى: [إهدنا الصراط المستقيم].
فضلها
من فضائل الفاتحة أنها السورة الوحيدة التي لا تصح الصلاة بدونها حسب الراجح عند العلماء لقول النبي الكريم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وهي السورة التي ما قرأها مسلم إلا وأعطي مما فيها من الدعاء، لحديث مسلم أن ملَكاً نزل على النبي الكريم فقال: (أبشر بنورين أُوتيتَهما لم يُؤتَهما نبيّ قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطِيتَه). وهي رقية شرعية لحديث البخاري ومسلم أن رجلا رقى لديغا بفاتحة الكتاب فبرأ.
سورة الفاتحة بصوت هزاع البلوشي