تعريف سورة البقرة
البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وهي الثانية في المصحف ترتيبا لا تنزيلا. وهي سورة مدنية عدد آياتها 286، وعدد كلماتها 6144، وعدد حروفها 25613. ويعود سبب تسميتها بالبقرة لاشتمالها على قصة البقرة التي وقعت في عهد النبي موسى عليه السلام حيث طلب منه بنو إسرائيل أن يستعمل الوحي الإلهي ليدلهم على شخص قتل واحدا من بني جلدتهم، فأوحى الله إلى موسى أن يأمر قومه بذبح بقرة وأن يضربوا بطرف منها الشخص المقتول ليعيده الله للحياة ويخبرهم بنفسه عن قاتله.
أسباب نزولها
لا يمكن الحديث عن أسباب نزول سورة البقرة ككل لأن آياتها نزلت متفرقة. فقوله تعالى في الآية 14: [وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا] نزلت في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه عندما التقوا بأصحاب النبي فقال: "انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فذهب فأخذ بيد كل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فأثنى عليهم، فلما أخبر المسلمون النبي بذلك نزلت هذه الآية. وقوله تعالى في الآية 26: [إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا..] نزلت في المنافقين الذين قالوا إن الله أكبر من أن يضرب الأمثال بالذي يستوقد النار وبالصيب من السماء. وقوله تعالى في الآية 204: [ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا] نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي الذي أقبل إلى النبي فأظهر له الإسلام فأُعجب به، فلما خرج مر بزرعٍ للمسلمين وحُمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر.
مضمونها
تحفَل سورة البقرة بمضامين متعددة يتمحور معظمها حول مسألة الاستخلاف في الأرض وأهمية التمسك بمنهج الله لتحقيق الغايات السامية لهذا الإستخلاف. وفي السورة حديث عن أصناف الناس من متقين وكافرين ومنافقين، وإشارات متعددة لتجاربهم في الحياة. وفي هذا الصدد تتضمن السورة عرضا للأخطاء المتكررة لبني إسرائيل وتعدادا مستفيضا لنعم الله عليهم. وفي السورة دعوات متكررة للإنفاق في سبيل الله وحملة شديدة على المتعاملين بالربا. كما تتضمن السورة قصصا متنوعة حافلة بالدروس والعبر كقصة البشرية من خلال آدم وحواء، وقصة إحياء الموتى من خلال ابراهيم عليه السلام مع الطير، إضافة إلى قصة البقرة، وقصة تحويل القبلة وغيرها.
مميزاتها
من خصائص سورة البقرة أنها أطول سورة في القرآن، وهي السورة التي تشتمل على ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. ومن مميزاتها أن فيها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، وفيها أطول آية في القرآن وهي الآية 282 التي تسمى آية الدين. ومن عجائبها أن الآية التي في وسطها هي الآية 143 التي يقول فيها تعالى: [وكذلك جعلنكم أمه وسطا..]، وقد قيل إن الآية 281 التي يقول فيها تعالى: [واتقو يوما ترجعون فيه الى الله ثم توَفَّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون] هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم.
فضلها
للبقرة فضائل كثيرة ورد ذكرها في عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة. ومن ذلك نذكر على سبيل المثال لا الحصر أن قراءتها تطرد الشياطين لقول النبي الكريم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)، وقراءتها سبب لنيل الشفاعة لقول النبي الكريم: (اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما). ومن فضائلها كذلك أنها بركة وسبب في إبطال السحر والشعوذة لقول النبي الكريم: (اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة).
سورة البقرة بصوت الشيخ ماهر المعيقلي