استماع وتحميل سورة الأنعام كاملة


 

تعريف سورة الأنعام

سورة الأنعام هي السورة رقم 6 في ترتيب القرآن الكريم حيث تأتي مباشرة بعد سورة المائدة وقبل سورة الأعراف. وهي سورة مكية نزلت بعد سورة الحجر، عدد آياتها 165 آية، وعدد كلماتها 3055 كلمة، وعدد حروفها 12418 حرف. وقد سميت بالأنعام لأن الله تعالى ‏ذكر ‏الأنعام ‏فيها بقوله سبحانه: [وجَعلوا ‏لله ‏مما ‏ذرأ ‏من ‏الحرث ‏والأنعام ‏نصيبا]، كما سميت بهذا الإسم لأن اسم الأنعام ذكر فيها عدة مرات.


أسباب نزولها

هناك اختلاف بين أهل العلم في كيفية وسبب نزول سورة الأنعام. فمنهم من يرى أنها نزلت جملة واحدة مستشهدين بما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (أنزلت سورة الأنعام بمكة، ليلاً، جملة واحدة...)، ومنهم من يرى أنها أنزلت بشكل متفرق ولكل آية أو مجموعة من الآيات سبب وحكمة للنزول. فقوله تعالى: [قد نعلم إنه ليحزنك... الآية] نزلت حسب رواية الترمذي والحاكم في أبي جهل عندما قال للنبي الكريم : (إنا لا نكذبك وإنك عندنا لصادق ، ولكن نكذب بما جئت به)، وقوله تعالى: [ولقد جئتمونا فرادى...الآية]، نزلت حسب ما رواه ابن المنذر وأبي حاتم في النضر بن الحارث لما قال سوف تشفع لي اللات والعزى. وقوله تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون...الآية] نزلت حسب ما رواه ابن جرير والمنذر لأن المسلمين كانوا يسبون أصنام الكفار فيسب الكفارُ اللهَ تعالى.


مضمونها

لعل أبرز ما تتضمنه سورة الأنعام هو العقيدة الصحيحة وما يتعلق بها من مسائل الإيمان. ففي هذه السورة تفصيل لمفهوم الألوهية والربوبية. وفيها أيضا تفصيل لمفهوم الوحي والرسالة واليوم الآخر وما فيه. وبالإضافة إلى ذلك حرصت السورة على تحدي المشركين بتبيان أباطيلهم وكشف تناقضاتهم. ومضمون السورة بشكل عام مضمون تعليمي وتربوي، يتعلق بقضية الألوهية، والوحي، والبعث والجزاء. وهي سورة تعلم المسلمين الحق، وتربيهم عليه، وتدعوهم إلى الجهر به في كل وقت وحين. كما تأمرهم بتحدي الباطل ومواجهته وإقامة الحجة عليه بالعلم والمعرفة.


مميزاتها

من مميزات سورة الأنعام ما رواه ‏ابن ‏عباس أنها ‏‏نزلت ‏جملة ‏واحدة ‏حولها ‏سبعون ‏ألف ‏ملك ‏يجأرون ‏بالتسبيح. ومن مميزاتها كذلك أنها وعلى الرغم من طولها تكاد تخلو من ذكر قصص الأنبياء والصالحين ومن شابههم كما هو الحال في السور الطويلة الأخرى، باستثناء عرضها المقتضب لقصة آزر مع والده إبراهيم عليه السلام. ومن خصائص هذه السورة أيضا أنها لم تستعرض للأحكام التنظيمية للمجتمع الإسلامي كالصوم والحج والزكاة وأحكام الأسرة والعقوبات وغيرها، ولم تتطرق لمسائل القتال وأحوال أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين وغيرهم.


فضلها

لم ترد في فضل سورة الأنعام أحاديث نبوية صحيحة تخصها بأفضال معينة دون غيرها من السور. والمتوفر من الأحاديث في فضلها قليل ومنه ما ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (إذا سرك أن تعلم جهل العرب، فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام)، ومنه أيضا ما رواه الطبراني عن ابن عباس قال: (نزلت الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح). وعن أسماء بنت زيد قالت: (نزلت سورة الأنعام على النبي أن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة). ويتستفاد من ذلك أنها سورة عظيمة بمكانة خاصة تبين للناس قبح الشرك والجهل والخرافة وفي قراءتها بلا شك فضل عظيم وأجر عميم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم