استماع وتحميل سورة المائدة


 

تعريفها

المائدة هي واحدة من أطول السور في القرآن الكريم، وهي الخامسة في المصحف ترتيبا لا تنزيلا، حيث تأتي بعد سورة النساء وقبل سورة الأنعام. وهي سورة مدنية عدد آياتها 120، وعدد كلماتها 2837، وعدد حروفها 11892. ويعود سبب تسميتها بالمائدة لأنها تحكي عن قصة المائدة التي حدثت لعيسى عليه السلام عندما طلب منه قومه الحواريون أن يسأل الله تعالى أن ينزل عليهم مائدة من السماء ليأكلوا منها وتكون كمعجزة ودليل على صدق نبوته وصحة رسالته. وبعد تحقّق مطلبهم، توعّدهم الله بالعقاب إن هم كفروا بعد ذلك.


أسباب نزولها

كغيرها من السور الطويلة، يصعب الحديث عن أسباب نزول سورة المائدة بشكل شامل، فلكل آية سبب محدد لنزولها. فالآية 58 نزلت في اليهود الذين كانوا يستهزئون من المسلمين كلما سمعوا الأذان للصلاة بقولهم: "قاموا لا قاموا، صلوا لا صلوا، ركعوا لا ركعوا" فنزل قوله تعالى: [وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤاً ولَعِباً]، والآية 87 نزلت - حسب المشهور فى التفسير - بسبب ثلة من الصحابة عزموا على الترهب فنزل قوله تعالى: [ياأيها الذين آمنوا لا تُحرِّموا طيبات ما أحل الله لكم]. أما الآية 101 فقد نزلت حسب ما روي عن ابن عبَّاس، في قوم كانوا يسألون النبي استهزاءً، فيقول الرَّجل: مَن أبي؟ ويقول الرجل تضِلُّ ناقتُه: أين ناقتي؟ فنزل قوله تعالى: [ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسُؤكم].


مضمونها

يتمحور مضمون سورة المائدة حول قضايا التشريع الإسلامي وأهمية العقيدة السليمة لتطبيقها. ففي السورة تأكيد متكرر على أهمية العقود والمواثيق وتشجيع على الالتزام بها ونهي عن نقضها. وفي هذا الصدد، نجد في السورة أحكاما شرعية متعددة كأحكام العقود وأحكام الذبائح والصيد وأحكام كفارة اليمين. كما نجد في السورة تذكيرا بأهمية كتابة الوصية عند دنو الأجل وتشجيعا على هذا الفعل. وفي السورة كذلك تذكير بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على أهل الكتاب وتبيان لعاقبتهم السيئة بعد نقضهم إياه. ومن مضامين هذه السورة أيضا قصة تأليه المسيح ابن مريم، وقصة قابيل وهابيل، إضافة إلى معجزة المائدة التي سميت السورة نسبةً لها.


مميزاتها

من خصائص سورة المائدة أنها أكثر سور القرآن تضمنا لأسلوب النداء متمثلا في قوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا]. ومن مميزاتها تطرقها للشرائع كالمحرم والمباح في الطعام والشراب ونحوهما، وبتقريرها لعدد من الحدود والعقوبات، كما تتميز بذكر الكثير من صفات وأحوال أهل الكتاب والمنافقين وأشباههم. وبالإضافة إلى ذلك، تتميز السورة بتضمنها لآية: [اليوم أكملتُ لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطُر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم]، والتي شكل نزولها خلال حجة الوداع إشارة ضمنية للصحابة بقرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي أنها لما نزلت بكى عمر رضي الله عنه فسأله النبي عما يبكيه فقال: أبكاني أنَّا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذ كَمُل، فإنه لم يكمل شيء إلا نقص! فقال النبي الكريم: صدقت.

استمع وحمل سورة المائدة بصوت القارئ خالد الجليل

إرسال تعليق

أحدث أقدم